-->

ads

كيفية التخلص من التعلق بشخص تحبه كثيرا؟ سر واحد

 

كيفية التخلص من التعلق بشخص تحبه كثيرا؟ سر واحد
كيفية التخلص من التعلق بشخص تحبه كثيرا؟


كيفية التخلص من التعلق بشخص تحبه كثيرا؟ سر واحد

 

التعلق العاطفي يعني شعور الشخص بفراغ و عدم إكتفاء ذاتي و هذا الشعور يؤدي به إلى التعلق بشخص أخر يمكن أن يسد له هذا الفراغ. هذا بخصوص الإجابة على سؤال ما هو التعلق؟ لقد كان التعلق جزءا من طبيعتنا في مرحلة الطفولة. لقد ساعدنا على أن نبقى على قيد الحياة. فالتعلق بمن كانوا يعتنون بنا كالأم و الأب كان ضروريا لسد حاجياتنا المادية كالأكل و الشرب و المعنوية كالشعور بالانتماء و الأمان. لكن مشكلتنا هي أننا نحمل معنا هذا التعلق إلى مرحلة البلوغ. و التعلق في هذه المرحلة ليس له أي ضرورة, لأنه إن كان يدل على شيء فإنه يدل على أنك لازلت تحتاج إلى اعتناء عاطفي لازلت تشعر بالفراغ و الخواء. إن هذا التعلق أقل ما يمكننا أن نقول عنه أنه تعلق مرضي.

 

في هذه التدوينة سنغوص في وحل التعلق و نحاول أن نفهمه جيدا. و لكون التعلق جزء منك ففهمه يعني أن تفهم نفسك. هناك مجموعة من علامات الاستفهام في هذا الموضوع من بينها: ماهو التعلق؟ ما هو التعلق في علم النفس؟ ما هي علامات التعلق بشخص؟ هل التعلق بشخص حب؟ هل التعلق بشخص ابتلاء؟ ما هو علاج التعلق؟ أو ما هو علاج التعلق المرضي؟ و كيف يمكنك التخلص من التعلق؟ علاج التعلق بالاشخاص والتخلص من التفكير به؟

 

ماهو التعلق؟

 

يمكن تعريف التعلق على أنه رابط عاطفي قوي جدا بين شخصين و قد يكون من طرف شخص واحد فقط تجاه الأخر. يسعى الشخص من خلال هذا التعلق الحصول على احتياجات عاطفية كالود و الأمان. و حسب نظرية التعلق لكل من الطبيب النفسي جون بولبي و ماري أينسورث فإن طبيعة الرابط الذي اختبرته في مرحلة الطفولة مع الشخص الذي تكلف برعايتك يحدد بشكل كبير ردود أفعالك تجاه العلاقات في مرحلة البلوغ.

 

إذا تمت رعايتك كطفل بشكل صحيح من طرف الشخص المربي كأن يشعرك بالأمان و يشعرك أنك محط اهتمام و تقدير و يستجيب لبكائك و يؤول تغير حاجاتك الجسدية و النفسية بشكل جيد, فهذا الأمر غالبا ساعدك على تطوير تعلق ناجح و أمن. و هذا الأمر ينعكس عليك كشخص بالغ بحيث يكون طابع شخصيتك هو الثقة بالنفس و قدرة على حل مشاكل العلاقات بشكل صحي و ناجع و غالبا تكون علاقاتك الحميمية ناجحة.

 

إذا مررت بتجربة غير صحية, مخيفة و مربكة في مرحلة الطفولة كإنعدام الاستجابة المستمرة تجاه احتياجاتك العاطفية كالرغبة بالشعور بالأمان من قبل الشخص المربي, فهذا ينتج عنه تطوير تعلق عاطفي غير صحي. و الأطفال الذين كان لديهم تعلق عاطفي غير صحي غالبا يجدون صعوبة في فهم مشاعرهم و مشاعر الأخرين و هذا الأمر يحد من قدرتهم على بناء علاقات مستقرة و مستمرة. قد يجدون صعوبة في التواصل مع الأخرين أو قلقين و خائفين و محتاجين في علاقاتهم.


أنواع و علامات التعلق

 

أ‌.        التعلق الأمن

أصحاب هذأ النوع من التعلق يميلون إلى الشعور بالأمان و الاستقرار و رضى في علاقاتهم الحميمة. إلى جانب هذا, يشعرون بالاستقلال كذلك. و ليس لديهم قلق أو خوف كبير في علاقتهم الحميمة كما أن لديهم القدرة على التعامل بشكل ايجابي مع الرفض. باللإضافة إلى أنهم لديهم أراء جيدة عن أنفسهم.


ب‌.   التعلق المتناقض أو القلق – المشغول

يميل أصحاب التعلق المتناقض إلى الافراط في الاحتياج في علاقاتهم بالأخرين.  و كما توحي تسمية هذا النوع أو النمط, فالأشخاص ذو نمط التعلق المتناقض غالبا ما يكونون قلقين و غير متأكدين و يفتقرون للثقة بالنفس. لديهم رغبة شديدة في إنشاء علاقة حميمية لكن في نفس الوقت لديهم خوف و قلق و يخشون أن يكونوا مع الأخرين.


ت‌.   نمط الرافض – المتجنب

الشخص الذي لديه هذا النمط من التعلق يجد صعوبة في تحمل العلاقة الحميمية  العاطفية. بحيث أنه يقدر استقلاليته و حريته لدرجة أنه يشعر بعدم الارتياح تجاه العلاقات الحميمية بل و بالاختناق. و منهم من يرى أن العلاقات الحميمة ليست ضرورية.


ث‌.   نمط الخائف المتجنب

أصحاب هذا النوع من التعلق لديهم خوف كبير و غير طبيعي غالبا بسبب تعرضهم لصدمات نفسية أو تجاهل أو إساءة في مرحلة الطفولة. و الأشخاص البالغين الذين لدين كان لديهم هذا النوع من التعلق غير الأمن يشعرون بأنهم لا يستحقون حب الأخرين لهم.

 

كيفية التخلص من التعلق بشخص؟

 

التعلق كيفما كان نوعه سواءا بالأشخاص أو بالأشياء يسبب المعاناة. و كل مشاكلنا في الحياة ترجع بالأساس إلى التعلق. جدالك مع الأخرين يرجع إلى أنك متعلق بأرائك. الغضب الذي تشعر به يأتي من تعلقك بتوقعات و نتائج معينة لكنها لم تحدث. الحزن الذي تشعر به مصدره تعلقك بالأشياء أو الأشخاص الذين فقدتهم.

 

و الحقيقة هي أننا لا نتعلق بالأشخاص بحد ذاتهم بل نتعلق بالتجربة التي خضناها معهم. أي نتعلق بالمشاعر التي جعلونا نشعر بها. و نتعل بالخصوص بالأشخاص الذين جعلونا نشعر بالسعادة, لأننا نميل إلى الاعتقاد أننا نحتاج عامل خارجي ليكتمل احاسنا بالسعادة. التعلق بشخص ما نابع من شيء واحد و هو الخوف. الخوف من فقدان ذلك الشخص. و بمعنى أخر الخوف من فقدان المشاعر التي جعلك تشعر بها معه.

 

إذن الحل طبعا هو أن نكسر هذا التعلق. التوقف عن التعلق أمر ضروري لأنه ، لنكن صادقين ، لا أحد يسعد بالاعتماد على أي شخص أو أي شيء. حتى لو ادعينا أننا سعداء بتعلقنا ، سيأتي وقت تثبت فيه الظروف أننا مخطئون. قد تشعر بالرضا في اعتمادك على الأخرين لكن فقط عندما تكون الأسباب والظروف في مصلحتك. ولكن عندما تتغير الظروف (كأن يتركك أحدهم) فإننا ندرك أن الارتباط بالآخرين يسبب لنا البؤس.

 

عندما لا نتعلق بالأشخاص، نتوقف عن توقع الكثير منهم. كما تصبح سعادتنا حقيقية. بدلاً من النظر إلى خارج أنفسنا لإكمال سعادتنا ، نفهم أننا مكتملون بالفعل ويمكننا تحقيق السعادة الكاملة بمفردنا. أي سعادة قادمة من الخارج هي مجرد إضافة إلى سعادتنا الموجودة بالفعل - لكنها لا تعتمد على غياب أو وجود الشيء أو الشخص.

 

من أجل التخلي عن التعلق بالآخرين ، يجب أن ننظرداخلنا و أن نحب أنفسنا. الحقيقة هي أننا نسعى إلى الحصول على ما ينقصنا في أنفسنا من الأخرين. نشعر بالحزن و المعاناة و الوحدة و الخوف و نذهب عند الأخرين ليساعدونا على التخلص من كل هذا. و لكننا نذهب إلى الاتجاه الخطأ, لأن الأخرين ليسوا دائمين لنا. هذا لا يعني ، على سبيل المثال ، أننا إذا بدأنا في حب أنفسنا ، فإننا نتوقف عن الرغبة في أن يحبنا الآخرون.

 

على العكس من ذلك ، ما زلنا نريد أن نُحب ، لكننا نقدر أيضًا طبيعة الحب الذي يُمنح لنا. نقبل كل ما نتلقاه بدلاً من محاولة التلاعب به. أيضًا ، نأخذ في الاعتبار أن هذا الحب الذي نتلقاه الآن قد لا يدوم. ولكن بدلاً من القتال للحفاظ عليها ، فإننا نفهم طبيعته سريعة الزوال ونستمتع بوجوده الحالي. إذا فكرنا حقًا في مسألة أن الأشياء و الأشخاص ليسوا ثابتين ، فسنكون على وعي كافي بعدم الارتباط بأي شيء في الحياة – شيئا كان أو شخصا.

 

إذا كنت أعلم أن هذه الطاولة ستنكسر غدًا، فلن أظل متمسكًا بها. سأستمتع بالوقت المتبقي لي معها، بدلاً من إهدار الطاقة في محاولة الاحتفاظ بها. لهذا فاستيعاب حقيقة عدم ثبات جميع الظواهر في الحياة سيساعدنا على التوقف عن التمسك بكل ما هو مقدر له أن يزول.

No comments