لماذا نتعلق بالأشخاص؟ و كيف نتوقف عن التعلق؟
لماذا نتعلق بالأشخاص؟ و كيف نتوقف عن التعلق؟ |
لماذا نتعلق بالأشخاص؟ و كيف نتوقف عن التعلق؟
التعلق هو رابط عاطفي مع شخص آخر. يحدث التعلق في مرحلة مبكؤة من حياتنا - أي في مرحلة الطفولة. فحسب جون بولبي (Bowlby) صاحب نظرية التعلق، يتعلق الطفل بالشخص الذي يقدم له الرعاية و الذي في الغالب ما يكون الأم. و يكون لهذا التعلق تأثير كبير يستمر طوال الحياة. و في مرحلة البلوغ يحدث التعلق بأشخاص آخرين كالأصدقاء أو الحبيب. في هذه المقالة سنتطرق لموضوع التعلق من جوانب مختلفة و ذلك حسب الأسئلة التي يطرحها معظم الناس.
- ما هو التعلق؟
- لماذا نتعلق بشخص؟
- ما الفرق بين التعلق و الحب؟
- كيف لا أتعلق بشخص؟
ما هو التعلق؟
يمكن تعريف التعلق على أنه رابط عاطفي عميق و دائم بين شخصين يسعى كل طرف منهم أو طرف واحد إلى أن يظل بالقرب من الآخر و يشعر بالأمان عند وجوده.
لماذا نتعلق بشخص؟
التعلق العاطفي بالأشخاص له مجموعة من الأسباب. و كما ذكرنا سابقا فشكل العلاقة التي جمعتك بمقدمي الرعاية كالأب و الأم له تأثير مباشر على تعلق بالأشخاص في مرحلة البلوغ. لكن يمكننا اختصار كل هذه الأسباب التي سنذكر في سبب واحد و هو الخوف. الخوف من أن تبقى وحدك. و الأسباب الآخرى التي تجعلك تتعلق بشخص آخر هي:
1. تعرضت للتجاهل في طفولتك
عندما كنت بحاجة لأحد والديك في الطفولة لم تجده برفقتك. فمثلا، كنت بحاجة للتشجيع أو الإطراء عندما فزت في مباراة كرة القدم أو أصلحت التلفاز لكن لم يهتم أحد. أو قمت بإنجاز ما كالنجاح في الفصل الدراسي و لم تحظى بالإطراء المطلوب.
و هذا الأمر يأثر على علاقاتك مع الناس في مرحلة البلوغ. ستجد نفسك تميل إلى القيام بكل ما يوسعك لإبقاء شخص ما معك في العلاقة. حسث تسعى لنيل قبوله بشتى الطرق و سيكون لديك خوف من أن تضيعه أو يهجرك.
2. تستمد سعادتك من الآخرين
الشخص الذي يستمد سعادته كلها من الأشخاص يميل إلى السعي وراء إرضائهم و نيل إعجابهم ليرضى على نفسه و يشعر بالسعادة. و هذا السلوك سيجعلك أكثر تعلقا بالأشخاص. حيث كلما حصلت على جرعة من السعادة ستود أن تحص على المزيد منها من ذلك الشخص المتعلَق به.
3. تربط التعاسة بالوحدة أو العزوبة
أحد أكبر الأسباب التي تجعلك تتعلق بالأشخاص بسرعة هو إعتقادك أن ليس هناك أي سعادة في أن تكون وحيدا أو عازبا.
ما الفرق بين التعلق و الحب؟
يتجلى الفرق بين الحب و التعلق في أن "الحب" هو شعور موجه بشكل مباشر نحو "الآخر". بينما "التعلق" يتمحور الذات - بمعنى أنه يرتكز على تلبية حاجتك أولا.
عندما يحب الشخص الآخر فغالبا ما يضع حاجات الشخص الآخر قبل حاجاته أو يضعها بشكل متساوي معها.
لكن عندما يتعلق الشخص بالآخر فغالبا ما سيضع حاجاته و رغباته أولا دون أن يراعي و يهتم بحاجات و رغبات الشريك.
كيف لا أتعلق بشخص؟
ينبع التعلق من قلة النضج مع النفس. إذا كنت تشعر بالتعاسة مع نفسك فستتعلق بأي شخص تعجب به أو تدخل معه في علاقة.
التعلق يسبب حالة من القلق و الغيرة و الحسد و الخوف و هذه الشمشاعر تؤذي إلى سلوكات تدمر العلاقة. و إن كان التعلق يعني شيئا فإنما يعني أن الشخص غير ناضج نفسيا.
و كأنك طفل صغير يريد أن يحتفظ بلعبته لوحده و يصرخ من أدنى تهديد قد يفقده تلك اللعبة.
التعلق بالأشخاص يعني أنك تخشى أن تبقى وحيدا. تسعى جاهدا لأن تلتصق بأحدهم و تتجنب الوحدة.
لكن ستبقى تدور في نفس الحلقة إلى أن تتعلم كيف تكون مرتاحا و سعيدا مع نفسك أولا.
عندها لن تتعلق بأي أحد، لأن سعادتك وراحتك النفسية تستمدها من نفسك و ليس من الأشخاص.
بالإضافة إلى أن علاقتك مع الأشخاص ستتحسن، لأن التعلق في العلاقة يجعل الشخص الأخر يشعر بالضيق و سيحاول أن يبتعد عنك
عندما تكون سعيدا مع نفسك، ستكون أكثر ثقة و استقلالا، و سعادتك لن تكون تحت رحمة أي أحد. لن يضرك هجران أحدهم أو أي حدث خارجي مهما كان.
لهذا أدعوك إلى أن تفهم نفسك أكثر و تكون مرتاحا معها. لأنك في الأول و الأخير جئت لهذا العالم كشخص واحد و ستقضي معضم وقتك مع نفسك. قبل أن تسعى إلى إقامة علاقة جيدة مع الآخر، إسعى لإقامة علاقة جيدة مع نفسك.
أنصحك بقراءة الكتب التي تتمحور حول كيفية معرفة الذات و العيش بسلام معها.
عندما تعرف من أنت و تتعلم أن تعيش بسلام مع نفسك، عندها كل شيء سيتحسن في حياتك من بينها علاقاتك مع الآخرين.
اترك تعليقك