-->

ads

كيف تقرأ كتباً أقل و تصبح أكثر حكمة؟

كيف تقرأ كتباً أقل و تصبح أكثر حكمة؟
كيف تقرأ كتباً أقل و تصبح أكثر حكمة؟



كيف تقرأ كتباً أقل و تصبح أكثر حكمة؟



في عصرنا الحالي يتم ربط الذكاء و الحكمة بقراءة عدد كبير من الكتب.


لقد أصبح نوعا من الموضة أن تلتهم كتب كثيرة و يا سلام لو وفرت مكتبة ضخمة تضم كتبا لا تعد و لا تحصى.


تشعر بالنقص إذا لم تقرأ كل الكتب الشهيرة و الأكثر مبيعا. أو جديدة المطروحة في السوق.


وسط هذا الضغط الذي يحث على إلتهام عناوين كثيرة، لنتوقف قليلا و نعود للوراء إلى أحد الجوانب المثيرة للإهتمام في العصور السابقة.


سابقا، لم يكن أبدا هناك أي ضغط على الناس ليقرأو كتب كثيرة كما هو حالنا اليوم.


لقد اعتُبرت الكتب ذات أهمية كبيرة، لكن عدد الكتب التي كانوا يقرءونها كانت قليلة.


لم يكن هذا الأمر ذو أسباب اقتصادية بالأساس. كانت الكتب مكلفة طبعا، لكن لم يكن هذا هو السبب الفعلي.


ما كان مهما حقا هو أن يقرأ المرء عددا أقل من الكتب بشكل جيد.


و ذلك لأن تلك العصور كانت مهووستا بسؤال يتم تجاهله دائما في عصرنا الحالي و هو : 


ما هو الهدف من القراءة؟


و قد طرحت إجابات على هذا السؤال.


و كمثال على هذه الإجابات، نستحضر دين المسيحية و الإسلام.


هدف القراءة بالنسبة لهذين الدينين هو التقرب من الله. أن تقرأ يعني أن تقترب من الله أكثر.


لهذا فكل دين لديه كتاب واحد يعتبر أهم كتاب من بين كل الكتب الأخرى. - القرآن و الإنجيل - .


أن تقرأ القرءان مثلا مرارا و تكرار و بخشوع ( أن تعطيه كل اهتمامك عندما تقرأه )، أن تقرأ خمسة صفحات منه كل يوم يعتبر أهم من أن تمر على مكتبة بأكملها من الكب الأخرى في أسبوع.


كما أن قراءة الكثير من الكتب الأخرى غير محبذ، لأن معظمها قد يكون مشوشا و مظللا عن الهدف الأساسي و هو التقرب من الله.


نفس الأمر بالنسبة لقدامى الإغريق. فبالنسبة لهم يجب أن يركز الانسان على معرفة معقولة و هادفة في حدود كتابين هما : Homer The Iliad و Homer The Odyssey.


لأن هذين الكتابين كانا دليلا مثاليا على الشرف و مرشدا في الشؤون العسكرية و المدنية.


لم يعد الأمر كذلك اليوم، فعصرنا الحالي لا يضع حدودا على عدد الكتب التي يجب على المء أن يقرأ. لأن الجواب على السؤال : لماذا نقرأ؟  هو : نقرأ لنعرف كل شيء.


لكن الواقع هو أن هذا التوجه المرهق نحو القراءة لا يجعلنا بالخصوص سعداء.


لذا من أجل أن نجعل حياتنا بساطة و سلاسة، لابد من أن نسأل السؤال التالي:


من أجل ماذا نقرأ؟


و لكن هذه المرة بدلا من أن نجيب ب "لكي نعرف كل شيء".  قد نجعل هدفنا أكثر تركيزا و فائدة علينا.


قد نجعل هدفنا من القراءة هو :


أن نقرأ لنتعلم كيف نكون سعداء.


بهذا الطموح الجديد و الأكثر تركيزا، كل ذلك الضغط الذي يحتثنا على القراءة باستمرار و عشوائية سيتلاشى.


حينما نعلم أننا نقرأ لنكون سعداء، لن نحتاج لمطاردة أي كتاب لمجرد أنه جديد أو رائج.


سنركز على العناوين التي تقدم أفضل شرح لكيف نصبح سعداء.


على سبيل المثال، قد نقرأ القليل من الكتب التي تشرح النفس البشري؛ تشرح لنا كيف تعمل العلاقات؛ تشرح لنا كيف نحصل على وظيفة نحب؛ أو كيف نطور من شجاعتنا لاغتنام الفرص.


قد تحتاج كتب تتكلم عن الأصدقاء و الحب، الجنس و الصحة.


طتب تعلمنا كيف نقلل من الندم و نموت بسلام.


كلما فهمنا لماذا نقرأ، كلما أصبحت الأمور واضحة بالنسبة لنا.


القارئ الجيد ليس هو من يقرأ الكثير من الكتب، بل هو الشخص الذي سمح لعدد قليل و مختار بعناية من الكتب أن تصنعه.



المصدر:


Alain de Botton - The School of Life -

No comments