أهمية التكرار: كيف تستفيد من تكرار الأشياء في حياتك
السلام عليكم، و بعد..
تدوينة اليوم ستكون حول موضوع مهم ألا و هو التكرار، و لن تستفيد أي شيء إذا ما قرأت البعض منها دون الآخر بعد قراءتك لهذه التدوينة ستكون قد تعرفت على أربع نقاط. ما هو التكرار؟ ما أهميته؟ و كيف يمكنك توظيف التكرار من أجل تغيير نمط تفكيرك و سلوكك للأفضل؟
ما هو التكرار؟
التكرار هو أن تقوم بنفس الشيء أكثر من مرة. على سبيل المثال، قد تقوم بتذكر نفس الذكريات التي تذكرتها بالأمس، و الأسبوع الماضي و السنة الماضية. أو قد تقوم بالتحدث مع نفسك بنفس الطريقة ( سلبية أو ايجابية) طوال الوقت. أو تستيقظ صباحا و تقوم بنفس السلوكات التي تقوم بها دائما؛ هذا هو التكرار.
إذا ما فكرت في الأمر، ستكتشف أننا نميل للتكرار. نكرر نفس الأفكار و نفس السلوكات بشكل يومي. و السؤال الذي يجب أن تطرحه على نفسك هو هل هذه الأفكار تخدم مصلحتك أم لا؟
ما أهمية التكرار؟
في الواقع أمغتنا تحب التكرار، بمعنى آخر، كلما كررنا الشيء كلما قام الدماغ بإحتضانه أكثر.
فمثلا عندما ترغب في حفظ معلومة عن ظهر قلب، تقوم بتكرارها أكثر من مرة حتى تستقر في الدماغ.
و المذهل في مسألة التكرار هو أنه كلما كررت فكرة معينة مرات عديدة، فهذه الفكرة تتحول لمعتقد و بالتالي سلوكك سيتماشى مع هذا المعتقد.
إذا ما كررت فكرة أنك "غبي" لنفسك مثلا، فستتحول هذه الفكرة لمعتقد راسخ؛ و ستحمل هذا المعتقد معك أينما ذهبت و ستتصرف على أنك فعلا شخص غبي.
الأديان تفهم هذا الأمر جيدا. فمعظم الأديان مبنية على مبدأ التكرار. تعاليم الاسلام مثلا تدعوا المسلمين لأداء الصلاة خمس مرات في اليوم يوميا حتى انقطاع النفس؛ كما تحثهم على قراءة القرآن الكريم عند كل صلاة و نهاهم عن هجرته. تكرار قراءة القرآن و أداء الصلوات له تأثير كبير على عقلية المؤمن؛ بحيث يزيد ذلك من تشبعه و اعتقاده في ديانته.
تعلم اللغات كذلك يقوم على مبدأ التكرار. فالأطفال مثلا تعلموا اللغة عن طريق تقليد و تكرار ما يتلفظون به دويهم.
نفس الأمر بخصوص المهارات. فلإتقان مهارة معينة تتطلب مجهود بدني، فلابد من أن تمارسها مرة و اثنين و خمسين إلى أن يصبحك أدائك تلقائي. قيادة السيارة خير مثال على ذلك.
تتحول الفكرة إلى معتقد و السلوك إلى سلوك ثلقائي عن طريق التكرار، لأن هذا الآخير ينقل تلك الفكرة أو السلوك المتكرر من العقل الواعي إلى العقل اللاواعي.
كيف يمكننا توظيف التكرار من أجل تحقيق مصلحتنا؟
يمكننا توظيف التكرار لإكتساب أي عادة أو مهارة. فعلى سبيل المثال يمكنك توظيف التكرار لتطوير نفسك، للرفع من ثقتك بنفسك، لبناء عقلية ايجابية، لتعلم لغة معينة الخ.
لنفترض أنك تريد أن تعمل على جانب الثقة بالنفس في شخصيتك، فكل ما عليك فعله هو تكرار السلوكات و الأفكار التي سترفع من ثقتك بنفسك. كأن تتحدث مع نفسك بإيجابية كل يوم، أو أن تقوم بسلوكات تعزز الثقة بالنفس.
من بين الأمور التي أقوم بها شخصيا، هي أني أدون الأفكار المهمة بالنسبة لي و التي ستخدمنا و أقوم بقراءتها بشكل دوري حتى أذكر نفسي بها و بالتالي تترسخ تلك الأفكار في دماغي.
كما ترى يا صديقي، فالتكرار من بين أهم العوامل التي تشكل معتقداتنا و سلوكاتنا، لذا يمكننا توظيفه من أجل تطوير أنفسنا سواءا اكتساب مهارة جديدة أم بناء و تعديل شخصيتنا.
اترك تعليقك